تلقينا ببالغ الحزن و الأسى مع التسليم بقضاء الله و قدره ، نبأ استشهاد فارسين من فرسان الإسلام ، و بطلين من أبطال الأمة ، رمزين من رموز الجهاد و الفداء ، الرافعين للواء الثبات على العقيدة و الجهاد في الأرض المقدسة الشيخين الجليلين:
هشام السعيدني " أبا الوليد المقدسي " و أشرف صبّاح "أبا البراء المقدسي " تقبلهما الله في عليين .
فنعزي أهل الشهيدين – كما نحسبهما – وإخوانهم وكل أهل فلسطين و المسلمين جميعاً ، في فقدان هذين البطلين المجاهدين اللّذين يقدمان بسيرتهما و جهادهما الأسوة و القدوة لشباب المسلمين .
فالأول هو : الشيخ المجاهد العالم العامل البطل المُبتلي ، الشيخ هشام السعيدني " أبو الوليد المقدسي " ، و هو العالم المجاهد الذي نزه علمه عن القعود و التخاذل ، و انتفض مصدقاً علمه بالعمل و الجهاد ثم أخيراً الاستشهاد.
ولد الشيخ المجاهد المقدسي و ترعرع في مصر و تلقى العلم من كبار علمائها ، و مارس العمل البحثي الشرعي و الدعوي فيها ، ثم سجن في سبيل الله فيها أيضاً ، و مع تسارع الأحداث في فلسطين بلد آبائه و موضع فؤاده ، لم يستطع الشيخ البقاء و القعود و انطلق إلى أرض المسرى مجاهداً في سبيل الله ، فأسس جماعة التوحيد و الجهاد التي أثخنت في أعداء الله اليهود .
و بعد ابتلاء الشيخ المجاهد في مصر كان الابتلاء الذي لاحقه و لاحق أهل العقيدة و الجهاد في غزة العز - فرج الله كربها - حيث وُضع المجاهدون هناك بين سندان سجون حماس و معتقلاتها و مطرقة قصف الطيران اليهودي و اغتيالاته ، فلُفقت للشيخ المجاهد التهم و سُجن و عُذب بلا جريمة ، إلا جهاده ضد أعداء الله اليهود و أنعم بها من جريمة ، ثم خرج تقبله الله من سجون حماس ليكمل جهاده .
فما وجد اليهود مع عمله و جهاده صبراً و لا حيلة ، فامتدت يد الغدر اليهودية للشيخ الجليل بالاستهداف و القتل .
و الشهيد الثاني : هو الشيخ المجاهد البطل أشرف صبّاح " أبو البراء المقدسي " ، طالب العلم الحافظ لكتاب الله ،وفي سيرته تتجلى قِيم اتباع الحق و تغليبه على العصبية و الحزبية ، حيث كان الشهيد أحد عناصر القسام المتميزة العاملة في مجال الإعداد والتدريب ولكن لما حادت حماس عن الطريق ترك العمل معهم و خرج يبحث عن راية صافية ثابتة في جهادها لليهود ، فأسس جماعة أنصار السنة فجاهد و إخوانه و أثخن في اليهود مظهراً عقليته العسكرية الفذة .
فأصابه من البلاء ما أصابه حيث أصبح هدفاً لأمن حماس كما هو هدف لليهود ، فبات مطارداً مضيقاً عليه و لكن لم يمنعه هذا من العمل و الجهاد ضد اليهود و الإثخان فيهم حتى رزقه الله ما يتمني ، شهادة في سبيله بيد أعدائه .
ترجل الفارسان البطلان المجاهدان ، بعد مسيرة من العلم و العمل و الجهاد ، و كما هي سنة الله في أهل الحق و قادتهم ألا و هي الموت في ساحات النزال بيد الأعداء مسارعون إلي جنان رب العالمين .
و لكن دماء أبطال المسلمين ليست رخيصة و لا تضيع هدراً أبداً ، و سيدفع اليهود بإذن الله ثمن كل قطرة دم يريقونها غالياً ، ولذلك فإننا في جماعة أنصار بيت المقدس نقول لليهود إن دماء إخواننا في فلسطين هي دماؤنا و ثأرهم هو ثأرنا و لن تضيع دماء أبي الوليد و أبي البراء بلا ثمن أبداً بل هو الثأر و القصاص من دمائكم وأمنكم ، فانتظروا ردنا و أليم ثأرنا .
واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
جماعة أنصار بيت المقدس 29 ذو القعدة 1433 هـ 15 أكتوبر 2012 م
عااااااجل .....أنصار بيت المقدس تتوعد اليهود لمقتل الفارسين