..الت : رأيتها بوجهها المضيءفي مسجد
يقع على ربوة في مدينة أمريكية صغيره تقرأ القرآن باللغة الإنجليزيه سلمت
عليها ردت ببشاشه تجاذبنا أطراف الحديث وبسرعة رهيبه صرنا صديقتين حميمتين
.
وفي ليلة جمعتنا على شاطيء بحيرة جميله حكت لي قصة إسلامها فقالت نشأت في
بيت أمريكي يهودي في أسرة مفككه .. وبعد انفصال أبي عن أمي تزوج بأخرى
أذاقتني أصناف العذاب فهربت وأنا في السابعة عشره من وسكانسن إلى أوهايو
حيث التقيت بشباب عرب..... وهم كما حكت رفيقاتي المشردات
.....كرمـــــــــاء..وما على إحداهن إلا الإبتسام في وجوههم حتى تنال
عشاء وشرابا فاخرا….ففعلت مثلهن وفي نهاية كل سهره كنت أهرب …فقد كنت لا
أحب هذه العلاقات… ثم إني اكره العرب … ولكني لم أكن سعيدة بحياتي ولم
أشعر بقيمتها ولا أمان شعرت دوما بالضيق بالضياع لجأت إلى الدين لكي أشعر
بالروحانيه لكي أستمد منه قوة دافعة في الحياة ولكن اليهود بدينهم لم
يقنعوني وجدته دين لا يحترم المرأه ولا يحترم الإنسانيه كله دين أناني
كرهته وجدت فيه التخلف ولو سألت سؤالا لم أجد اجابته .. فتنصرت ولم يكن
إلا دين آخر متناقض فيه أشياء لا يصدقها عقل ويطلبون منا التسليم بها ..
تساءلت كثيرا كيف يقتل الرب ابنه كيف ينجب كيف تكون لدينا ثلاثة آلهه ولا
نرى أحدا منهم….....؟ احترت فتركت كل شيء ولكني كنت أعلم أن للعالم خالقا
وكنت كل ليلة اشرب حتى الثماله فارتمي في أي ركن أوحديقه أو ببيت مهجورحتى
الصباح .. وفي ليلة صحوت في وقت السحر وكنت على وشك الإنتحار من سوء حالتي
النفسيه كنت في الحضيض لا شيء له معنى المطر يهطل بغزاره والسحب تتراكم
وكأنها سجن يحيط بي .. الكون ضيق .. الشجر ينظر إلي ببغض .. قطرات المطر
تعزف لحنا كريها رتيبا .. أنا أطل من نافذة بيت مهجور عندها وجدت نفسي
أتضرع لله يااااااارب أعرف أنك هناك أعرف أنك تحبني أنا سجينه أنا مخلوقتك
الضعيفه ارشدني إلى أين الطريق؟؟؟؟ رباه إما أن ترشدني أو تقتلني كنت أبكي
بحرقه حتى غفوت.. وفي الصباح صحوت بقلب منشرح غريب علي كنت أدندن . فخرجت
كعادتي إلى البار التقط رزقي فلعل أحدهم يدفع تكاليف فطوري أوأغسل الصحون
فأتقاضى أجرها هناك التقيت بشاب عربي تحدثت إليه طويلا فطلب مني بعد
الافطار أن اذهب معه إلى بيته وعرض علي أعيش معه .. تقول صدقيتي ذهبت معه
وبينما نحن نتغدى ونشرب نضحك دخل علينا شاب ملتح إسمه سعد كما عرفت من
جليسي الذي هتف باسمه متفاجئا،،،،،،،، أخذ هذا الشاب الزجاجه وقام برميها
وبقيت أرتعد فها أنا أمام إرهابي وجها لوجه .. لم يفعل شيئا مخيفا بل طلب
من وبكل أدب أن اذهب إلى بيتي .. فقلت له لابيت لي نظر نحوي بحزن استشعرته
في قسمات وجهه البهي .. وقال حسنا فابقي هنا الليله ( فقد كان البرد قارس
وفي الغد ارحلي وخذي هذا المبلغ ينفعك ريثما تجدين عملا وهم بالخروج .
فاستوقفته وقلت له: شكرا لن ابقى هنا وتخرج أنت ولكن لي رجاء،أريد أن
تحدثني عن أسباب تصرفك مع صديقك ومعي فجلس وأخذ يحدثني وعينيه في الارض
قال إنه الإسلام يحرم الخمر والخلوة بالنساء ويحثنا على الإحسان إلى الناس
وحسن الخلق تعجبت هؤلاءالذين يقولون عنهم إرهابيين؟؟ لقدكنت اظنهم يحملون
مسدسا ويقتلون كل من يقابلون .هكذا علمني الإعلام الأمريكي..قلت له أريد
أن أعرف اكثر عن الإسلام هل لك أن تخبرني؟؟ قال لي سأذهب بك إلى عائله
سعوديه متدينه تعيش هنا وأعلم انهم سيعلموك خير تعليم فانطلق بي إليهم وفي
الساعه العاشره كنت في بيتهم حيث رحبوا بي وأخذت أسأل والدكتور سليمان
الجلعود يجيب حتى اقتنعت تماما.. بالفعل هذا ماكنت ابحث عنه جواب لكل سؤال
دين صريح واضح متوافق مع الفطرهلم اجد أي صعوبه في تصديق أي شيء مما سمعت
..كله حق أحسست بنشوة لاتضاهى.. حينما أعلنت إسلامي وارتديت الحجاب من
فوري في نفس اليوم الذي صحوت فيه منشرحه في الساعة الواحده مساءا أخذتني
السيده إلى أجمل غرف البيت وقالت هي لك بقي فيها ماشئت فرأتني أنظر إلى
النافذه وابتسم ودموعي تنهمر على خدي .. وسألتني عن السبب قلت لها : سيدتي
بالأمس في مثل هذا الوقت تماما كنت أقف في نافذة واتضرع إلى الله (رب إما
ان تدلني على الطريق الحق وإما ان تميتني ) لقد دلني وأكرمني وأنا الآن
مسلمة محجبة مكرمة هــــــذا هو الطريــــق هــــــذا هو الطريــــق ..
وأخذت السيده تبكي معي وتحتتضيني..
.